أقسام اللذات ثلاثة
لذات جثمانية : لذة الأكل و الشرب و الجماع ، و هذه اللذة يشترك فيها مع الإنسان الحيوانُ البهيم ، فليس كمال الإنسان بهذ اللذة لمشاركة الحيوان له فيها ولأنها لو كانت كمالاً لكان أفضل الإنسان و أشرفهم وأكملهم: أكثرهم أكلاً و شرباً و جماعاً ، و أيضاً لو كانت كمالاً لكان نصيب رسل الله و أنبيائه و أوليائه منها في هذه الدار أكمل من نصيب أعدائه
هي ليست في نفسها كمالاً لكنها تكون كمالاً إذا تضمنت إعانة على لذة رضا الله (وفي بضع أحدكم صدقة .. - الحديث كمثال)
2- اللذة النفسية الوهمية : لذة الرئاسة و السيطرة و التعاظم على الخلق و الفخر و غيره. إن كانت هذه اللذة أشرف من الأولى إلا أن آلامها و ما توجبه من المفاسد و المضار أعظم من التلذذ بها .. مثل معاداة صاحبها لكل من تعاظم و ترأس عليه و الحرب النفسية المحمومة التي تعذبه داخله .
3- أما اللذة العقلية الروحانية : فهي كلذة المعرفة و العلم و الإتصاف بصفات الكرم الجود و العطاء و الشجاعة و الصبر و المروءة و غيرها و لذة محبة الله و الإقبال عليه و عبادته وحده و قرة العين به و الأنس بمعيته و الشوق إلى لقائه و رؤيته .. فإن الإلتذاذ بذلك من أعظم اللذات و هو لذة النفس الفاضلة العلوية الشريفة و إن مثقال ذرة من هذه اللذة لا يعدل بأمثال الجبال من لذات الدنيا .
*إبن القيم
(بتصرف)
_ الحب في الميزان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق