ان البحث فيما أخفاه الله عنا لا معنى له ، لأن هذا ما أراده بنا ، ولا حساب على هذا ؛ إنما يكون الحساب على ما أراده منا من تقوى و عبادة و توقير و بهذه الكلمة يجب أن يكف الناس عن الحديث حول الأمور الغيبية و ينصرفون إلى العمل
حينما نزلت رسالات السماء ، كان محور الصراع الأساسي لها أنها حاولت تفضيل و " أولوة" القيم الإنسانية العليا عن القيم الإجتماعية السائدة ! و معظم القيم الإجتماعية تدور حول أشياء مادية كالمال والقوة و جمال المظهر أما القيم الإنسانية فهي صحة الفؤاد وسلامته ، وهي الإيمان بحب الخير ، و خوض الحرب ضد الشر ، و شحذ الضمير و تنوير الذهن بالمعرفة و التأمل لمعرفة الخالق.
هل للكتب أرواح؟ نعم أظن ذلك .. و أظن أيضاً أن معنى هذه الروح هي الهالة المحبوسة داخل صفحات الكتاب و التي إنتقلت من المؤلف و هو ينقل أفكاره و مشاعره في كتابه
إن من خير ما يقدمه الدعاة للناس : أن يعرفوهم سعة الرحمة الإلهية و يحدوهم إليها و يفتحوا لهم أبواب الرجاء فيها لئلا تزل بهم القدم إلى مهيع اليأس و القنوط فيندفعون وراء المغريات
من ثمار الحكمة إنك بدل ما هتبقى " مُتَّبع" لأي فكرة .. هتبقى "حليف" ليها مابتمشيش وراها ، بل بتمشي جنبها يدا بيد أما آخر الحكمة أعتقد أعتقد يعني التسامح .. التسامح مع الأفكار و أصحابها حتى مع أخطائها من غير تسامح أكيد مفيش حكمة و من غير حكمة أكيد مفيش تسامح الحكمة تبدوا في منتهاها أنها القبول و التقبل لكل الآخر المُختلف
* أحمـد العسيلي الكتاب الثاني
( بتهيألي آخر الحكمة الصمت و التسامح فعلا اللي مضمونه " ياليت قومي يعلمون " ) * ما بين الأقواس تعليقي الخاص
هناك أناس بيفنوا عمرهم في محاولة للحفاظ على هذا الكوكب و سكانه ( تعمير الأرض ) حتى الفقمة و الحيتان و الباندا و النمور و الأسود عندهم من يحاول الدفاع عنهم بإستماته ( لأن عدم وجودهم هيعمل اختلال في التوازن البيئي و كله على دماغنا في الآخر ) و الأهم النحل و النمل و الحشرات اللي من غيرهم تفنى الحياة ( لهم دور حيوي رهيب على الأقل في نقل اللقاح ) عندهم من يطلقون صافرات انذار باسمهم ، صحيح من يسمعوها قليل جدا لكن بيعملوا اللي بيقدروا عليه فعلا لما بشوف أي حد من اللي بيدافعوا عن الكوكب و الطبيعة زي ما يكون عيالهم مابعرفش أحس تجاههم بإيه؟ بالفخر انهم من جنسي ولا بالعار من كثر إخلاصهم و تفانيهم لدرجة تشعرني بالندالة ! أينما كنتم تحيات من عند القوم اللي مابقاش يفرق معاهم حاجة غير نفسهم
زمان بعد ما اتجوزت كنت قاعد مع بنت عمي الصغرى و كنت بتكلم مع العيلة إن خايف أخلف عيال في الزمن اللي مليان قُبح دا ، و الأخطر إنهم هيعيشوا على الكوكب اللي بوظناه و بنبوظ فيه كل يوم ، ردت بنت عمي الصغرى برد علق في ذهني و لم يتركه أبداً قالتلي طبعا لازم نخلف أمال مين اللي هيخلف؟ أي حد شايف نفسه شريف و صاحب مبادئ لازم يجيب عيال يعلمهم إزاي ينصروا الخير و ينوروا في الضلمة ! وخدوا بالكوا ياللي هتتجوزو و تخلفوا لو عيالكوا مابقوش أخير و أحسن مننا يبقى فشلنا في امتحان المستقبل و ياريتنا ما كنا خلفنا ولا كان لينا امتداد !
الدين ليس هدفه تجميع الحسنات فقط ( أو ربما يصلح هذا المفهوم للبسطاء ) لكنه رحلة فلسفية وجودية إنسانية الغرض منها الوصول لنوع من التواصل مع الله يظهر عليك انك تتحول لبني آدم من نوع أفضل ، متصل بالإله عشان بيعبده -عشان بيحبه - عشان عارف قدره - عشان مؤمن بيه و من نتائج تحويل الدين من روحاني لمادي هو إن الحجاب بقى مقدس و الأخلاق مابقتش و انك تلزق رجليك في رجل اللي جنبك في الصلاة أهم عن اتقانك لشغلك ! حاجات كتير بقت تتقاس بمقياس بكم حسنة
المعرفة بأنواعها الكتير موجودة من ملايين السنين ، و العقل و الإدراك هم اللي بيمتدوا عشان يوصلولها - و بدرجات متفاوتة !
مثلا مادة الحديد موجودة من ساعة ما الأرض اتخلقت لكن طول الوقت مكنش الإنسان جاهز للحديد .. وبعدين جيه وقت بقى مستعد يطلعه و يتعلم يشكله و يعمل منه أدوات مختلفة و كل حاجة شرحه
من الحاجات الصعبة اللي بتواجهنا في الدنيا إننا نقول الكلمة المناسبة ! الكلمة المناسبة ممكن تنقذك من موقف أو تكسبك فلوس أو وظيفة أو تخليك تطلع سابع سما أو تنزل سابع أرض. و الصعوبة مش في الكلمة المناسبة بس ! الصعوبة إنك تلاقي الكلمة المناسبة و تتسمع بالطريقة المناسبة ، بالنية المناسبة ، في الظرف المناسب في التوقيت المناسب فتؤدي إلى التأثير اللي انت شايفه مناسب !
إن مسطرة من الزجاج طولها عشرة سنتيمترات تستطيع أن تقيس عمق الماء في كوب ، و لو حاولنا بهذه المسطرة ذاتها أن نقيس عمق مياة البحر فلن نستطيع و كذلك هو العقل بالنسبة إلى الله ... فسبحان الله و تعالى عن محاولة قياسه بهذا العقل القاصر
من ذا الذي يعيد إليَّ القط الذي رغب في سمكتي فركلته؟! آتيه فأُطعمه ، وأقبِّل قدميه ، وأغسلهما بالدمع ، وأرجو منه أن يسأل ربي و رب الكائنات عفوه و رحمته !
أعتقد أن الإنسان كائن كاتب و ليس ناطق ، فالببغاوات تتعلم النطق الآن و هناك نملة قديمة قالت كلاماً للنمل و فهم سيدنا سليمان ما قالت وتبسم ضاحكاً من قولها النطق ليس هو ما يميز الإنسان ما يميز الإنسان هو الكتابة ! فالإنسان هو المخلوق الوحدي الذي يكتب ، و الوحيد الذي نزلت عليه آخر رسالآت السماء بكلمة " إقرأ"