الأربعاء، 21 مايو 2014

استمر رغم الحزن




كثيراً  ما تواجهنا محن الحياة و إختباراتها القاسية ، فنظن و نحن في ذروة معاناتنا أننا لن نستطيع مهما حاولنا أن نحتمل الحياة بعدها .. ثم ما تلبث إرادة الحياة في داخلنا أن تثبت لنا كل مرة أننا قادرون على تخطي أقصى الآلام بعد حين .. و على مواصلة الرحلة في طريقها المرسوم .وما أكثر ما تجرف الأيام من أحزان وآلام .. كانت في قمة حضورها تلسع بالنار ولكن أخمدها الزمن شيئاً فشيئاً حتى أصبحت كآثار الجراح القديمة لا تؤلمنا و إن تركت بعض الندوب في روحنا .
و الرضا بأقدارنا هو وسيلتنا الوحيدة لمكافحة الآلام و إعانة عامل الزمن على إخماد لهيبها .. و الحوار العاقل الهادئ مع النفس هو ما يقنعنا في النهاية .. أن مالم نحصل عليه لم يكن لنا ، وأن ما لا حيلة لنا في منعه .. لم نكن نستطيع مهما بذلنا من جهد أن نمنعه .. وأن كل ألم في الحياة مصيره إلى زوال بعد حين .. و من واجبنا أن نساعد أنفسنا على البرء منه بـ ألا نتوقف طويلاً أمام الأطلال وألا نهدر العمر الثمين في إجترار الأحزان و أن نتبع نصيحة ذلك الشاعر الأمريكي الذي ينصح كل مهموم قائلاً " استمر .. استمر .. واصل طريقك في الحياة .. سواء أكان مفروشاً بالورود أو بالأشواك .. استمر استمر .. فسوف تجد حلاً لكل المتاعب و الصعاب .. ولن تجده أبداً إذا توقفت أمام حزنك و تجمدت في موقعك ..


*عبدالوهاب مطاوع
ــ أقنعة الحب السبعة

هناك تعليق واحد: